اتهام مواطنين بالاعتداء على "مقبرة" وتحويلها لمدرجات زراعية بالباحة
ياسر العتيبي- سبق- الباحة: اتهم عدد من أهالي قرية الشعبة بمركز بني عدوان بمحافظة القرى بالباحة، عدداً من المواطنين، بالتعدي على مقبرة مفرج بالقرية، التي يزيد عمرها عن 70 سنة، بموقع يسمى وادي الرويق، وتحويل المقبرة إلى مدرجات زراعية، دون اكتراث لحرمة الموتى وقبورهم.
وقال عدد من الأهالي في شكوى تلقتها "سبق" إنهم سبق أن طلبوا تسوير عدد من المقابر، ومن ضمنها المقبرة المعتدى عليها، من الجهات المختصة، بتاريخ 7/ 8/ 1433هـ، بخطاب مرفوع لمركز بني حرير وبني عدوان بمحافظة القرى، حيث قُيّدت برقم 2756، وتاريخ 11/ 8/ 1433هـ، مبينين أن المقبرة المنوه عنها ذات مساحة تبلغ ما يساوي (26.354.099) متراً مربعاً، محددة الإحداثيات بواسطة جهاز (GPS)، ومحددة الأطوال من جهاتها الأربع، بموجب رفع مساحي -تحتفظ "سبق" بنسخة منه-.
وبينوا أنه لم يتبق منها سوى جزء صغير، وبدل أن يتم تسويرها، فوجئوا هذا العام، وتحديداً بتاريخ 25/ 4/ 1435هـ، بقيام بعض المعتدين بالاعتداء على حرمة المقبرة وحرمة الموتى، وتحويل المعتدين المقبرة بمساحتها الكبيرة إلى أراض زراعية، تسمى "مدرجات زراعية"، دون اكتراث لحرمتها، بعد أن أزالوا القبور، واقتلعوا جميع ما حولها من أشجار.
وأضافوا: "تقدمنا بشكوى رسمية إلى إمارة مركز بني حرير وبنى عدوان، والذي قام بدوره بتحويلها إلى رئيس لجنة التعديات بمحافظة القرى، ضد المذكورين؛ لاعتدائهم على مقابر المسلمين وانتهاك حرمتها، فضلاً عن سد الطريق الموصل إليها، وانتقل رئيس التعديات بمحافظة القرى إلى الموقع لمعاينة الاعتداء".
وأشاروا إلى أنه "لم يستمع إلى معرف القرية ومرافقيه، لتبيين الموقع الذي تم الاعتداء عليه، حيث طلب منهم مغادرة الموقع، وبقاؤه مع المعتدين في نفس الموقع، ورضخنا لطلبه وغادرنا الموقع".
وتابعوا: "عند مراجعته بعد ذلك، طلب منا التصالح مع المعتدين على المقبرة، وأفاد أنه لم يجد ما يثبت وجود مقبرة بهذه المساحة، ونحن معه في هذا الأمر، إلا أنه من البديهي أنه لا يجد ما يثبت ذلك، بعد أن أزالوه المعتدين، وأخفوا معالم المقبرة".
وأردفوا: "هذا الإجراء من رئيس التعديات، وكأنه يرى أن شكوانا من اعتداء على أملاك خاصة، وليست مقابر للمسلمين، مظهراً عدم اهتمامه بذلك، حيث أفادنا بأنه حول المعاملة إلى فرع وزارة الزراعة ببيدة لاستلام المدرجات الزراعية، والمقابر المتبقية إلى بلدية القرى لاستلامها وتسويرها، ولم يبال بشكوى وشهادة أبناء القرية من كبار السن، بوجود تلك المقبرة، ولم يأخد بتقديم معرف القرية، قبل حوالي سنتين من الاعتداء على المقبرة بطلب تسويرها، وفق الكروكي، ورقم الخطاب الموضح سلفاً، والذي يثبت مساحة المقبرة قبل الاعتداء عليها".
ولفت الأهالي إلى أنه إلى الآن لم تتم معاقبة المعتدين على المقبرة، وقلع الأشجار من قبل الجهات المختصة، ولم يحقق معهم أيضاً عن سد الطريق المؤدي إلى المقبرة.
من جانبها تواصلت "سبق" مع رئيس بلدية محافظة القرى، محمد بن خميس، والذي قال: "بشأن شكوى مواطن في قرية الشعبة بخصوص مقبرة مفرج بوادي الرويق، عليه نوضح: أن البلدية قامت بإدراج الموقع، ضمن مشروع تسوير مقابر المحافظة، بمساحة ٥٠٠ متر مربع، وسلمت للمقاول، وعند بدء العمل فيها، قام أحد المواطنين من سكان القرية بتعطيل العمل، وبذلك انتقل المقاول إلى مواقع أخرى مدرجة ضمن المشروع".
وأضاف: "البلدية تعمل على تسوير المقابر، ومن ضمنها المقبرة المذكورة، وفق جدول زمني معد للمشروع، أما ما يخص قضية الاعتداء وعمل مدرجات زراعية، فيحكم في ذلك جهة الاختصاص واللجان التي وقفت على الموقع، وإذا كان هناك نزاعات جماعية فيحكم فيها بالوجه الشرعي".